تعددت
بشارات العهد الجديد عن مجيء النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ولعل من أهم
هذه البشارات، هو ما ذكره نبي الله عيسى عليه السلام ، وأورده يوحنا في
سفره، عندما تحدث عن وصية عيسى لتلاميذه :
"
إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من الآب فيعطيكم آخر، ليمكث
معكم إلى الأبد، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه
ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم، ويكون فيكم... إن أحبني
أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي وإليه نأتي، وعنده نصنع منـزلاً الذي لا يحبني
لا يحفظ كلامي والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني بهذا
كلمتكم وأنا عندكم وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب فهو يعلمكم
كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم …قلت لكم الآن قبل أن يكون، حتى متى كان
تؤمنون لا أتكلم أيضاً معكم كثيراً لأن رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ
شيء "( يوحنا 14 : 30 ) .
وفي الإصحاح الذي يليه يعظ المسيح تلاميذه طالباً منهم حفظ
وصاياه، ثم يقول: " متى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح
الحق الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي، وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي
في الابتداء قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا، سيخرجونكم من المجامع، بل تأتي
ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله.... قد ملأ الحزن قلوبكم،
لكني أقول لكم الحق: إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم
المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى
بر وعلى دينونة، أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي، وأما على بر فلأني
ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضاً، وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد
دين. إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا
الآن، وأما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا
يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية، ذاك يمجدني
لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" - يوحنا 15/26 - 16/14
وهذه الإشارة هنا على لسان عيسى عليه السلام ويوحنا من بعده عن ما
أسماه ( المعزي ) هي إشارة لمحمد عليه الصلاة السلام، ولفظ ( المعزي ) هو
ترجمة جديدة للفظ آخر تم إستبداله في القرون السابقة ، واللفظ القديم هو (
بارقليط ) وهو لفظة عبرية الأصل تعني المحامي ، المدافع.