الإعجاز النبوي الشريف
يمكن أن نلخص وجه الإعجاز في هذا الحديث الشريف بالنقاط الآتية:
1-
لا يمكن لأحد أن يتنبأ بأن الموت المفاجئ سيكثر لأنه لم يتمكن أحد من
معرفة هذا الأمر إلا منذ سنوات قليلة عندما تمكن العلماء من إجراء
إحصائيات دقيقة وكانت المفاجأة أن الأرقام التي حصلوا عليها لم تكن
متوقعة، فقد كانت نسبة الذين يموتون موتاً مفاجئاً مرتفعة جداً.
2-
يقول العلماء اليوم: إن ظاهرة الموت المفاجئ لم يتم تمييزها ودراستها إلا
منذ خمسين سنة فقط! ولم يتم دراستها طبياً إلا منذ عشرين سنة، ويعكف
العلماء اليوم على إيجاد وسائل لمنع هذا الموت المفاجئ [4]وذلك بسبب
إدراكهم لحجم المشكلة، ولكن دون فوائد تذكر. وهذا يعني أن هذه الظاهرة في
تزايد مستمر، وأن العلماء بدأوا يتبينون أسباب هذا الموت ويدرسونه وهذا
تصديق لقول النبي الكريم (إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة)، فمن
معاني كلمة (يظهر) أي (يتبيّن) كما في القاموس المحيط. وكما رأينا فقد بدأ
يتبين هذا الموت منذ عشرين عاماً.
3-
قد يدعي بعض المشككين بأن الموت المفاجئ معروف منذ زمن بعيد، ولذلك نقول:
إن الموت المفاجئ لم يكن معروفاً زمن النبي عليه الصلاة والسلام، لأننا لا
نجد في أقوال الشعراء والأدباء وقتها ما يشير إلى هذا النوع من أنواع
الموت، والدليل على ذلك أن النبي الكريم عدّ الموت المفاجئ من علامات
الساعة، ولو كان هذا الموت معروفاً زمن النبي لاعترض المشركون على هذا
الحديث!
فكما نعلم فإن الكفار لم يتركوا شيئاً إلا وانتقدوه، ولو كانت
ظاهرة الموت المفاجئ منتشرة وقتها، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم واعتبر
أن هذا الموت سيظهر في آخر الزمان عند اقتراب يوم القيامة، لو حدث هذا
لاستغرب الناس من هذا الحديث، إذ كيف يحدثهم عن شيء موجود!! ولذلك يمكن
اعتبار هذا الحديث معجزة طبية للرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام، تحدث من
خلاله عن ظاهرة لم يكتشفها علماء الغرب إلا منذ عقود قليلة.